العودة   عـلــم النفـــس المعــــرفـــــي > علم النفس المعرفي العصبي (النورومعرفية) > علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
 
 

علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا يتضمن هذا القسم مواضيع عامة تخص علوم الأعصاب العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-08-2008, 03:23 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
Dionysos
اللقب:

مشرف عام 

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية Dionysos

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 234
المشاركات: 164 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
Dionysos غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
Arrow تقنيات التصوير النورولوجي ـــ بقلمي ـــ .

[align=center][/align][align=justify]بفضل التقدم العلمي الحاصل في المجال الطبي، ستتوافر للعلماء إمكانية ملاحظة الدماغ الانساني الحي. فمنذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين ستبرز أداتان جديدتان من أنجع الأجهزة التكنولوجية التي استعملت كوسيلة تشخيصية في علم الأعصاب. لكن هذه الأدوات بوصفها تقنيات منهجية متطورة ستستقطب اهتمام الباحثين السيكولوجيين المهتمين بدراسة الإضطرابات النفسية والعقلية من حيث استخدامها لتشخيص الميكانيزمات العصبية والمناطق الدماغية المسؤولة عن مظاهر تلك الاضطرابات، مما سيكمل الفهم الناقص لطبيعة الاضطرابات، إذ لم تعد التصورات والنظريات حول بعض الاضطرابات مجرد نتائج سيكولوجية وفقط وإنما ستصبح قائمة على أساس نورولوجي عصبي في الدماغ يمكن ملاحظته بطريقة مباشرة وبموضوعية دون التدخل في عمل الدماغ البشري، وهاتان التقنيتان هما كالتالي:[/align]
•التصوري المقطعي باستخدام انبعاث البوزيترونات Positron-emission tomography-PET.
[align=justify]تستعمل هذه الأداة لقياس الزيادة في جريان الدم إلى المناطق الدماغية التي تتم معاينتها. وهي تستخدم نوعا خاصا من الأكسجين يتم تحضيره في وحدة نووية خاصة تسمى الأكسجين المشع-15 تكون له التفاعلات نفسها مثل كل جزيئات الأكسجين الأخرى حيث يتم دمجه في جزيئ آخر كالماء مثلا أو الكلوكوز، الذي يحقن فيما بعد في مجرى الدم ، وفي مدة لا تزيد عن 10 دقائق ستحلل نواة الأكسجين-15 باعثة مخلفات سريعة الحركة تتضمن جسيما يدعى البوزيترون، وعندما يصادف هذا الأخير إلكترونا سيخضع الإثنان لعملية تعرف بالإبادة Annihilation، فيختفي كلا منهما ليحررا طاقتهما على شكل موجتين ذات طاقة عالية جدا من الأشعة السينية، التي يمكن قياسها خارج محيط الجسم، حيث يستخدم جهاز كمبيوتر مزود ببرمجة خاصة بهذه المهمة والذي يمكن في الأخير من إنتاج صور ثلاثية الأبعاد لموقع ذرات الأكسجين-15 في الدماغ، وهذا النوع من إنتاج الصور من المعلومات بواسطة الكمبيوتر يعرف باسم التصوير المقطعي Tomography.
والنقطة المهمة بخصوص التصوير المقطعي أنه قادر على ملاحظة نشاط الدماغ أثناء حدوث النشاط. فعندما ظهرت هذه التقنية لأول مرة في القرن العشرين " بدا كأن عائقا أساسيا في فهم الدماغ قد أزيل" (جيمس تريفل، 2006)، بالإضافة إلى ذلك فهي قادرة على توليد معلومات لا تستطيع توليدها أي تقنية أخرى، تستخدم لرسم خريطة مواقع المستقبلات في الدماغ وذلك بدمج ذرات مشعة في الموصلات العصبية، كما أن هناك أيضا احتمالات أنها قد تسمح بتعقب الدوائر أو المسالك العصبية التي تسافر النبضات العصبية على طولها، لكن رغم النتائج المبهرة لهذه التقنية فهي لا تخلوا من بعض جوانب القصور فهي تتطلب القدرة على إنتاج واستخدام مواد مشعة وهي من الأمور المكلفة التي لا يمكن أن يحتويها مختبر تقليدي في علم النفس ومن جهة أخرى يتطلب الأمر بعض الوقت لإنتاج الصورة ــ قد تشارف الدقيقة من الوقت ــ وهذا يعني أنه من الصعب التقاط أحداث سريعة في الدماغ الذي يشتغل بسرعة عالية جدا. [/align]
[align=center][/align]
[align=center]الشكل (1): يمثل جهاز التصوير المقطعي.[/align]
[align=justify]•تقنية التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي Functional magnatic resonance imaging – FMRI .
هذه التقنية أكثر فاعلية من سابقاتها، وهي تقنية تعتمد على خواص النواة للذرات خصوصا نواة ذرة الهيدروجين وجزيئ البروتون، فهذا الأخير يدور حول محور وله قطبان شمالي وجنوبي، فإذا وجد البروتون نفسه في وسط مغناطيسي، فإن محوره المغناطيسي سيبدأ في تشكيل دائرة بطيئة الحركة في الفراغ، فسرعة المبادرة للبروتون في المجال المغناطيسي تعتمد على قوة المجال، فإذا شحنت المساحة حول البروتون بترددات الموجات الصوتية فإن الموجات التي لها الترددات نفسها على الدرجة ذاتها لترددات مبادرة البروتون، سيتم امتصاصها وبتها وفق نمط يمكن التنبؤ به، ثم برصد قوة تردد الموجات الصوتية هذه، يمكننا أن نقيس بدقة متناهية مبادرة البروتون ومن ثم المجال المغناطيسي الذي يجد نفسه فيه ومن جهة أخرى يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي مقاييس دقيقة جدا للبروتون لقياس التغيرات البسيطة في المجال المغناطيسي في موقع البروتون، فالمخ ذو مغناطيسية ضعيفة، لذا فإن تغييرا ضئيلا في جريانه ينتج تغيرات ضعيفة في مجال مغناطيسي في المنطقة المحيطة بالتغيرات الدموية، وهذه التغيرات الضعيفة هي التي تلتقطها أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي حيث يرصدها الكمبيوتر وينتج صور ثلاثية الأبعاد للمناطق المسؤولة عن الأنشطة السيكوعصبية.[/align]
[align=center][/align]
[align=center]الشكل (2): يمثل جهاز التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي[/align]
[align=center][/align]
المراجع المعتمدة:
[align=justify]1. المخ البشري: تأليف: كريستين تمبل، ترجمة: د.عاطف أحمد.الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، 2002 ( الكتاب رقم 287 من عالم المعرفة).
2. هل نحن بلا نظير؟: تأليف جيمس تريفل، ترجمة: ليلى الموسوي، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت،2006 ( الكتاب رقم 323 من عالم المعرفة)[/align]













التعديل الأخير تم بواسطة Dionysos ; 13-08-2009 الساعة 09:03 PM
عرض البوم صور Dionysos   رد مع اقتباس
قديم 02-02-2009, 12:32 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ettouzani khaled
اللقب:
معرفي مشارك

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 507
المشاركات: 109 [+]
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ettouzani khaled غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي.

فعلا تحقق الحلم الذي كان يراود علماء النفس لكن، أ لا يمكن القول سيقع تداخل بين علم النفس المعرفي و العلم العصبي وبالتالي تبتلع علوم الأعصاب علم النفس المعرفي ؟












عرض البوم صور ettouzani khaled   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2009, 11:07 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
Dionysos
اللقب:

مشرف عام 

الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية Dionysos

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 234
المشاركات: 164 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
Dionysos غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي.

نعم كما وضحت من خلال الموضوع، هذا التمازج العلمي الحاصل بين التخصصين نشأ عنه الإتجاه النورومعرفي. وهو فضاء إلتقاء علم النفس المعرفي وعلم الأعصاب.
تحياتي لك أخي وتقبل مروري.












عرض البوم صور Dionysos   رد مع اقتباس
قديم 25-04-2009, 09:13 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
مبدعه
اللقب:
معرفي جديد

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 888
المشاركات: 1 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مبدعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي.

السلام عليكم انا عضوة جديدة وقد استفدت من موقعكم الحافل بالمعلومات التي استفيد منها في تخصصي وان شاء الله افيدكم بما لدي واشكر كل من ساهم في هذا المنتدي

ولك اخي الف شكر على هذا العرض الطيب والمميز فالعقل البشري مازال هناك أسرارلم تكتشف بعد وربنا ينور عقول العلماء لأكتشاف الجديد والحديث
سلمت يداك وبارك الله فيك












عرض البوم صور مبدعه   رد مع اقتباس
قديم 26-04-2009, 12:13 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ettouzani khaled
اللقب:
معرفي مشارك

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 507
المشاركات: 109 [+]
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ettouzani khaled غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي.

ما يمكن قوله أن الدماغ البشري هو سر عظيم وذلك ما ذهب إليه علماء الأعصاب والمعرفيين أن أي سلوك صادر عن الفرد منطلقه من الدماغ مثلا سلوك لغوي أو حركي أو وجداني ... إن التقدم الحاصل في مجال علوم الأعصاب سيفضي إلى ميلاد فرع جديد من السيكولوجيا المعرفية-العصبية وهي مقاربة سيكولوجية-عصبية لتحليل جزئيات الوجدان وعلاقته بالذاكرة الإبيزودية أو الذاكرة المشهدية.........

تحياتي للجميع ....












عرض البوم صور ettouzani khaled   رد مع اقتباس
قديم 26-04-2009, 07:24 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
ettouzani khaled
اللقب:
معرفي مشارك

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 507
المشاركات: 109 [+]
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ettouzani khaled غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي.

وجد العلماء أن هناك مراكز للعواطف والغرائز تقع في قلب المخ

وهذه الظواهر تفك الجهة بين القلب والفؤاد وتجعل الفؤاد مرتبطاً بالسمع والبصر ارتباطاً عضوياً وله علاقة بالأحاسيس والعواطف والغرائز، فإذا كان السمع يشير إلى مركز السمع حيث إدراك وفهم المسموعات والبصر يشير إلى مركز البصر حيث إدراك المبصرات فالفؤاد المرتبط عضوياً بالسمع والبصر لا بد وأن يشير إلى منطقة الأحاسيس والعواطف ولكن هل يمكن تحديد مكان الفؤاد بأنه قلب المخ من خلال الآيات؟.
الجواب: نعم وذلك لوجود الفؤاد في مكان ثابت بعد البصر وليس بعد مركز الإبصار من الخلف وهذا يحتم الاتجاه إلى عمق المخ إلى قلب المخ حيث اكتشف العلماء مناطق الأحاسيس والعواطف ولكن هل الأحاسيس والانفعال بالأحاسيس ميزة بشرية؟.
الجواب: لا فالقلب يحس وينفعل بما يحس.
إذن فما هي القيمة البشرية العليا التي تجعل الإنسان أهلاً للتكليف؟.
الجواب: إنها القدرة على الاختيار بين البدائل بإرادة حرة.
فهل هناك في مخ الإنسان مكان تتحقق فيه هذه القيمة البشرية العليا؟.
الجواب: نعم إنه مقدم الفص الجبهي في مخ الإنسان والذي اكتشف العلماء حديثاً أن له علاقة بالاختيار بين البدائل والعلاقات العقلية العليا.
فهل هناك في القرآن إشارة إلى مكان ووظيفة الفص الجبهي؟.
الجواب: نعم ولكن كيف؟.

بدراسة الآيات الآتية:
) ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها (سورة هود.
وفي سورة العلق
) أرأيت الذي ينهى. عبداً إذا صلّى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة (.
والناصية في اللغة والتفسير هي مقدّم الرأس عند منبت الشعر أو منطقة الجبهة.
والآية الأولى ( سورة هود ) تقرر أن الناصية هي مكان السيطرة العليا والقيادة للإنسان. والآية التالية ( سورة العلق ) تبين أن الناصية هي منطقة الاختيار بين البدائل.
وفي النهاية
يمكننا أن نرسم صورة مجسمة للمخ نحدد فيه مكان ووظيفة مراكز السمع والبصر والعواطف والناصية، كما هو مبين في اللوحة المرفقة.
الصورة المجسمة للمخ البشري توحي بها آيات كتاب الله الوحيد المعجز الباقي ( القرآن الكريم ):
1ـ عندما تأتي العين مع الأذن في آية واحدة فإن العين تأتي قبل الإذن في الترتيب المكاني لها في الآية.
وهي كذلك في رأس الإنسان العين من الأمام والأذن تليها إلى الخلف.
2ـ الترتيب المكاني للسمع والبصر في كل القرآن يطابق الترتيب المكاني لمراكز السمع والبصر داخل المخ البشري.
فالسمع يأتي قبل البصر في كلام الله ومراكز السمع أمام مراكز البصر داخل المخ البشري.
3ـ الفؤاد يتخذ مكاناً ثابتاً بعد السمع والبصر في كل القرآن الكريم وهو لغوياً يحمل معنى الاتقاد ويطلق عليه أيضاً القلب.
ولقد وجد العلماء أن هناك مراكز للعواطف والغرائز تقع في قلب المخ ( في العمق ).
4ـ )بكم ( تأتي دائماً وفي كل القرآن بين )صم وعمي (.
وقد وجد العلماء أن هناك مركز رئيسي للبيان داخل المخ البشري يقع بين مركز السمع والبصر.


منقول



ألا يكفيك هذا للتخلص من خرافية التحليل النفسي...........












عرض البوم صور ettouzani khaled   رد مع اقتباس
قديم 08-05-2009, 11:10 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
latifa
اللقب:
معرفي جديد

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 911
المشاركات: 1 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
latifa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي.

أ[b]ولا شكرا على الموضوع الدي تميز بالغنى و الثراء المعرفي.و من فضلك أريدموضوعا حاصا باللسانيات المعرفية(موضوعهاوالظروف التي ظهرت فيها ثم مدى أهمية هدا العلم..) ان توفر وشكرا












عرض البوم صور latifa   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2009, 06:37 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
ettouzani khaled
اللقب:
معرفي مشارك

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 507
المشاركات: 109 [+]
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ettouzani khaled غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي ـــ بقلمي ـــ .

اللسانيات المعرفية............... linguistique cognitive

من منطلق اعتبار هذا العلم علما معرفيا بامتياز، ومن وجهة النظر التي نتبناها في إطار الدلالة التصورية أو هندسة التوازي النحوي[1] وذلك من خلال محورين. ندافع في أولهما عن مبادئ هندسة التوازي في نظرية الدلالة التصورية باعتبارها نظرية معرفية تعنى بتنظيم ظواهر الدلالة اللغوية ووصفها وتفسيرها وربطها بغيرها من الظواهر اللغوية الأخرى والمعرفية غير اللغوية. ونستدل في ثانيهما على الكيفية التي تنسجم بها الهندسة النحوية في الدلالة التصورية مع الخصائص الهندسية الملاحظة في باقي الأنساق غير اللغوية داخل بيئة الذهن/الدماغ المعرفية العامة.

1 في المبادئ وهندسة النحو

إن التطور الهائل الذي تحققه بكيفية مطردة مختلف مكونات العلوم المعرفية، كعلم النفس البشري والحيواني بفروعهما، والذكاء الاصطناعي وفلسفة الذهن وفلسفة اللغة والإناسة المعرفية والأحياء، الخ، أصبح يفرض على اللسانيات، باعتبارها علما معرفيا، أخذ نتائج هذا التطور بعين الاعتبار والاندماج بصورة طبيعية في البحث الساعي إلى بلورة ما أصبح يسمى اليوم نظرية صورية للمعرفة.

ومما يعنيه هذا الاندماج ربط دراسة اللغة بدراسة كل ملكات الذهن/الدماغ (لدى الإنسان والحيوان) وعلى كافة المستويات، بما في ذلك البنيات الذهنية غير اللغوية التي قطع البحث في خصائصها أشواطا هامة كالبنيات البصرية والموسيقية وبنيات العمل والمعرفة الاجتماعية.

ومن القضايا الأساسية المتصلة بالاندماج هنا ما يتعلق بتعيين مظاهر التمثيل اللغوي التي تشترك فيها قدرات أخرى، كالبنية السُّلَّمية والتكرار اللامحدود والتمثيل للمتغيرات، والمكونات المرؤوسة، الخ. وذلك مثلما هو الحال بخصوص البنية السّلّمية والتكرار اللذين ثبت حضورهما في القدرات المعرفية البشرية العليا، وربما لدى بعض الحيوانات أيضا، خلافا لما دافع عنه هاوزر وشومسكي وفيتش (2002)[2]. فاللغة تتفرد ليس بخاصية التكرار في حد ذاتها ولكن بكونها نسق التواصل الطبيعي الوحيد الذي تملك إشاراته بنية سلّمية تكرارية تعكس إلى حد معين البنية السلّمية التكرارية في الإرسالية المراد إرسالها.

ومن القضايا الهامة أيضا المتصلة بالاندماج ما يتعلق بالوِِجاهات (interfaces) التي تصل اللغة بقدرات أخرى، فتمكننا من استخدام أنساقنا السمعية والحركية لاستقبال الكلام وإرساله، ومن استخدام اللغة للتعبير عن إدراكاتنا وأفكارنا، كما هو الحال في الأعمال التي تدرس الوِجاه الواصل بين المعنى اللغوي والنسق البصري (والفضائي)، والأعمال التي تنظر في تأثير اللغة في عملية التفكير ومضمونه[3] .

إن دمج اللسانيات في العلوم المعرفية لا يمكن أن يتم، إذن، إلا بوضع دراسة الملكة اللغوية ضمن مجال دراسة باقي الملكات المعرفية الأخرى؛ وذلك على طريق بلورة نظرية صورية للمعرفة، كما سبق، تنسجم فيها الهندسة النحوية اللغوية مع الخصائص الهندسية الملاحظة في باقي الأنساق غير اللغوية داخل بيئة الذهن/الدماغ المعرفية العامة. ويبدو أن هذا بدوره لا يمكن أن يتم إلا بالتخلي عن بعض أهم الافتراضات التي بني عليها التيار الرئيس في النحو التوليدي (لدى شومسكي)، وأبرزها التقانة الاشتقاقية ومركزية التركيب. فإلقاء نظرة على المجالات المعرفية التي تمت دراستها حتى الآن يبدو أنه يكشف عن نتيجة هامة مفادها عدم وجود قدرة معرفية أخرى تقبل أن توصف على أساس اشتقاقات خوارزمية، بل يظهر أن الأمر يتعلق عموما بأنساق من القيود المتفاعلة[4]. وهذا ما تبلوره نظرية الدلالة التصورية القائمة على تقانة القيود عوض القواعد الاشتقاقية. وخلافا لمركزية التركيب تقوم نظرية الدلالة التصورية كذلك على تصميم نحوي ذي هندسة متوازية أساسها أنساق نحوية مستقلة، من جهة، لامتلاكها أولياتها ومبادئها التأليفية وقدرتها التوليدية الخاصة، ومتفاعلة، من جهة أخرى، عبر الوِجاهات التي تقيم بينها توافقات جزئية، كما سنرى. على أن نظرية الدلالة التصورية، إذ تعيد النظر في الافتراضات السابقة، لا تتخلى عن أهم الأسس التي قام عليها النحو التوليدي وأبرزها الموقف الذهني والتأليفية[5].

هكذا يكون من الأهداف الرئيسة التي تتوخى تحقيقها نظرية الدلالة التصورية إعادة إدماج النحو التوليدي، بما في ذلك نظرية الدلالة، في العلوم العصبية والمعرفية بكيفية تجعله يتلاءم بصورة طبيعية مع الهندسة الواسعة للذهن/الدماغ. على أن هذا الهدف ليس وليد اليوم وإنما يرتبط بوعد قطعته اللسانيات التوليدية على نفسها منذ كتاب شومسكي مظاهر النظرية التركيبية سنة 1965 الذي جاء فيه: "لنلاحظ أننا لا نقصد، طبعا، أن وظائف اكتساب اللغة تنجزها مكونات منفصلة تماما في الذهن المجرد أو الدماغ الفيزيائي [...] وبالفعل، فمن مشاكل علم النفس الهامة أن نحدد إلى أي حد تقتسم مظاهر أخرى للمعرفة خصائص اكتساب اللغة واستعمالها، وأن نحاول، في هذا الاتجاه، تطوير نظرية للذهن أغنى وأوسع"[6].

وقد كان السؤال ملحا في السنوات التي سبقت كتاب المظاهر حول كيفية ربط البنية التركيبية بالمعنى. وتبعا لافتراض تقدم به أولا كاتز وبوسطل (1964)، بلور شومسكي (1965) الافتراض المثير القائل إن المستوى التركيبي الوارد في تحديد المعنى هو البنية العميقة. وهو افتراض يعني، في صيغته الضعيفة، أن اطرادات المعنى تكاد تكون مرمزة مباشرة في البنية العميقة. فعقدت آمال كبيرة على هذا الجزء من النحو التوليدي لدى الباحثين في مجالات العلوم المعرفية خاصة، على اعتبار أن آليات النحو التوليدي إذا قادتنا إلى المعنى، أمكنها أن تقودنا إلى الكشف عن خصائص الفكر والطبيعة البشريين.

لكن المسار الذي سار فيه بعد ذلك التيار الرئيس في النحو التوليدي بقيادة شومسكي لم يساعد على بناء نظرية للمعنى في الإطار التوليدي النفسي، ولا على تثبيت منزلة اللسانيات التوليدية ضمن العلوم المعرفية المهتمة بمختلف خصائص الذهن/الدماغ البشري. ومرد ذلك أساسا إلى حصر الخاصية التوليدية الإبداعية للغة في المكون التركيبي، واعتبار الصواتة والدلالة مكونين "تأويليين"، أي أن خصائصهما التأليفية مشتقة من تأليفية التركيب.

1.1 من مركزية التركيب إلى هندسة التوازي

لقد كان على شومسكي أن يستدل على أن اللغة تتطلب نسقا توليديا يمكن من التنوع اللانهائي للجمل. لكنه افترض، بدون حجج حقيقية (انظر مثلا الصفحات: 16، 17، 75، 198، من كتاب شومسكي (1965))، أن التوليدية تكمن في المكون التركيبي للنحو-الذي يبني المركبات انطلاقا من الكلمات-، وأن الصواتة (أي تنظيم أصوات الكلام) والدلالة (أي تنظيم المعنى) مكونان "تأويليان".

وقد كان هذا الافتراض معقولا في الستينيات، إذ كان الأساس تبيان أن شيئا ما في اللغة توليدي. فبدا المكون التركيبي المكون "الناضج" لأخذ هذه المنزلة المركزية في النحو. وذلك مقارنة بالمعطيات الهزيلة آنذاك في مجالي الصواتة والدلالة. فقد اعتبرت الصواتة مستوى أدنى مشتقا من التركيب الذي ينظم الكلمات ويضعها في الترتيب المطلوب لتكتفي الصواتة بتحديد نطقها. ولم يكن في المجال الدلالي سوى الاقتراحات الأوَّلية لكاتز وفودور (1963) وكاتز وبوسطل (1964)، وأعمال بيرفيتش (1967) و(1969)، وفنريش (1966). فلم يكن هناك أي داع لوضع الافتراض الذي يحصر التعقيد التأليفي كله في التركيب موضع السؤال[7]. لكن تقدم البحث وتراكم النتائج في الصواتة والدلالة سيكشفان تدريجيا عن ضرورة إعادة النظر في هذه "المركزية التركيبية".

فطرأ التحول في تصور موضوع الصواتة في أواخر السبعينيات مع ظهور الأعمال الرائدة عند ليبرمان وبرينس (1977) وك***سميث (1979)، لتتطور الصواتة سريعا إلى مكون يمتلك بنيته التوليدية السّلّمية المستقلة عن التركيب، والقائمة على بنيات فرعية متوازية أو صفوف (tiers). ومثال السّلّمية الصواتية التنظيم السّلّمي الذي تقوم عليه البنية المقطعية. فنواة المقطع تأتلف مع الذيل لتشكيل القافية؛ وتأتلف القافية بدورها مع الاستئناف لتشكيل تمام المقطع؛ وتأتلف المقاطع في وحدات أوسع كالقدم والكلمات الصواتية؛ وتأتلف الكلمات الصواتية كذلك في وحدات أكبر كالمركبات الصواتية. والأساس هنا أن هذه البنيات السُّلَّمية ليست مكوّنة من أوليات تركيبية كالأسماء والأفعال والحدود، وإنما من عناصر ملازمة للصواتة كالسمات الصواتية المميزة والقطع والمقاطع والمحيط التنغيمي، ومن مبادئ كالبنية المقطعية وقواعد النبر والانسجام الحركي. كما أن هذه البنيات، وإن كانت سُلَّميَّة، فهي ليست تكرارية، بالمعنى الحصري الملحوظ في التركيب والظاهر مثلا في ورود مكون داخل مكون آخر من نفس النمط، إذ المقطع مثلا لا يرد داخل مقطع آخر. ومن ثمة فإن المبادئ التي تحكم البنيات الصواتية ليست مشتقة من التركيب وإنما تشكل نسقا مستقلا من القواعد التوليدية.

وبالإضافة إلى المبادئ التوليدية التي تصف هذه البنيات المتوازية، هناك مجموعة من القواعد الوِجاهية (أو قواعد التوافق) التي تضبط الكيفية التي تتوافق بها البنيات المتوازية المستقلة داخل النسق. وهي قواعد من أهم خصائصها أنها لا تقيم بين البنيات سوى تشاكلات جزئية، أي أنها لا "ترى" كل مظاهر البنيات التي تربط بينها. ومثال ذلك داخل النسق الصواتي أن القواعد الوجاهية التي تربط بين المحتوى المقطعي والشبكات العروضية (metrical grids) لا "ترى" تماما استئناف المقطع، فلا تهتم (قواعد النبر) إلا بما يجري في القافية.

ومثلما تظهر خصائص الربط الجزئي في القواعد الوجاهية داخل النسق الصواتي، تظهر كذلك في القواعد الوجاهية الرابطة بين النسق الصواتي برمته والنسق التركيبي. ومثال ذلك أن الصواتة قد "ترى" بعض الحدود التركيبية لكنها لا "ترى" عمق الإدماج التركيبي، إذ تشكل أداة التعريف والاسم في المعطى: القط، مثلا، كلمة صواتية واحدة، لكن هذا المعطى في التركيب مقولتان اثنتان: الحد والاسم. كما أن التركيب لا "يرى" المحتوى القطعي للكلمات الصواتية، ولذلك ليس هناك قاعدة تركيبية لا تنطبق إلا على الكلمات المبتدئة بباء مثلا.

2.1 في الأوليات والصفوف التصورية

إن ما ذكر بخصوص تطور الصواتة وقع كذلك في المجال الدلالي. فخلال السبعينيات والثمانينيات تطورت عدة نظريات دلالية مختلفة جذريا عما سبق. منها، مثلا، الدلالة الصورية (بارتي 1976)، والنحو المعرفي (ليكوف 1987، وفوكونييه 1984، ولينكيكر 1987، وتالمي 2000)، والدلالة التصورية (جاكندوف 1983، 1990، وبنكر 1989، وبوستيوفسكي 1995)؛ إضافة إلى أعمال هامة تمت في إطار اللسانيات الحاسوبية وعلم النفس المعرفي. وهي أطر مهما كانت الاختلافات بينها، تتفق كلها في أن الدلالة نسق توليدي مستقل بخصائصه التأليفية، ولا يقوم على وحدات تركيبية كالمركبات الاسمية والفعلية، وإنما يمتلك أولياته الدلالية ومبادئه الذاتية الخاصة[8].

وتخصص نظرية الدلالة التصورية المعنى باعتباره تمثيلات ذهنية مبنية في صورة تنظيم معرفي هو البنية التصورية. والبنية التصورية ليست جزءا من اللغة في حد ذاتها، وإنما هي جزء من الفكر. إنها المحل الذي يتم فيه فهم الأقوال اللغوية في سياقاتها، بما في ذلك الاعتبارات الذريعية والمعرفة الموسوعية، إنها البنية المعرفية التي ينبني عليها التفكير والتخطيط. فيعتبر هذا المستوى المفترض للبنية التصورية المقابل النظري لما يسميه الحس المشترك "معنى". وهو نسق تأليفي مستقل عن البنية التركيبية وأغنى منها إلى حد بعيد، أولياته كيانات تصورية مثل الأفراد والأحداث والمحمولات والمتغيرات والأسوار. وبخلاف علاقات العلو والترتيب الخطي التي نجدها في التركيب، فإن البنية الدلالية تقوم على مبادئ تأليفية ذاتية كالروابط المنطقية وعلاقات الدالات بموضوعاتها، والأسوار بالمتغيرات المربوطة، والعلاقات النعتية، وعلاقة الأقوال بالتضمنات[9]. وتنتظم هذه الأوليات والمبادئ، كما هو الحال في الصواتة، في صفوف دلالية/تصورية؛ كالصف الوصفي والصف الإحالي وصف بنية المعلومة.












عرض البوم صور ettouzani khaled   رد مع اقتباس
قديم 18-08-2010, 09:21 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
malika
اللقب:
معرفي جديد

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 2216
المشاركات: 6 [+]
بمعدل : 0.00 يوميا
اخر زياره : [+]
 


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
malika غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Dionysos المنتدى : علوم الأعصاب العامة أو النورولوجيا
افتراضي رد: تقنيات التصوير النورولوجي ـــ بقلمي ـــ .

الموضوع جد مميز ومعلومات هامة شكرا واتمنى المزيد من العطاء












عرض البوم صور malika   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

free counters

الساعة الآن 09:05 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

استضافة و تطوير: شركة صباح هوست للإستضافه